أهلاً وسهلا بكم في مدونتي الإلكترونية

الأحد، 7 مارس 2010

قصة بداية

      منذ أكثر من عشر سنوات مضت، وأنا أمارس هواية البوح على الورق، كنت اكتب لنفسي، لا ليقرأه أحد ..بل أنني أحيانا كنت أتخلص مما اكتب بعد الإنتهاء منه فوراً . كانت هذه العملية هي متنفسي الوحيد  وهي طريقتي الوحيدة للبوح بكل ما أحس به من مشاعر تجاه الحياة والناس سواء كانت إيجابية أم سلبية .. كنت حينها اعتقد بان هذه المشاعر وتلك الأحاسيس يجب ان أحتفظ بها فقط لنفسي واخاف من ان أبوح بها لأحد، حتى لأعز أصدقائي ! لذا فقد كانت الأوراق هي الخل الوفي والأمين على كل أسراري .

     إلا أن اسئلتي لنفسي كانت تطاردني كل يوم امارس فيه هوايتي المفضلة، حتى وصل بي الحد لأتهمني بانني جبان وغامض وغير واضح، وإلا فلماذا أخاف أن أبوح بما أحس به . واحياناً أخرى كنت أتهم نفسي بالأنانية لأني لا أريد أحد ان يقرا ما اكتب وان يتعلم من تجاربي في الحياة . واحيانا اقول يامروان  هون عليك الأمر فلست جباناً ولا انانياً وأنت تعرف ذلك اكثر من غيرك . إلا ان السؤال يبقى بدون إجابة  لماذا لا تريد أن يقرأ أحدا ما تكتب ؟ وإن كنت لست جبانا  وانانياً فأنشر ما تكتب ...

   إلى الآن هذا سؤال ليس عندي له إجابة ،إلا أنني ابرئ نفسي من تهمة الجبن والأنانية ،ولكي اثبت لنفسي ذلك قلت لها بأنه سيأتي يوم اكتب فيه وانشر مدوناتي ليس لأصدقائي ومعاريفي فقط، ولكن سانشرها على الإنترنت، كان هذا القراربمثابة الصدمة من نفسي لنفسي ، وهو ايضاً تحدي بالنسبة لي للإنتصار على نفسي ..  سألت نفسي ومن متى ستبدأ يامروان ؟

    أمر البداية لم يكن سهلاً فقد ظللت اراود نفسي ان تبدأ ..إلا انها تمنعت وماطلتني وعللت بانها تنتظر يوماً مناسبا لتبدأ رحلة التدوين . قلت لها ومتى ذلك اليوم ايها النفس ؟ قالت لي ربما يكون بداية العام ، فما اجمل أن تبدأ عامك بشئ جديد واستثنائي، صدقتها وانتظرت بداية العام ، إلا أنها كعادتها لم تفي معي وتعللت بأسباب أخرى .إلا أنني لم أصدقها هذه المرة . وذهبت ابحث عن شيئ في نفسي يصدقني ويفي معي .

   بقيت على ذلك الحال أكثر من ثلاثة أشهر و فجأة جلست لوحدي وسمعت نداء من الأعماق .. قال لي لا تركن الى نفسك ولا تصدقها كثيرا فهي دائما تحب ما يحلو لها إن لم تزكيها قتلتك .حينها تذكرت قول ربي "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا"   سورة الشمس الآيات 9-10.. يالله ما اروعك من كلام  من المتكلم ؟ من أنت ؟ هل ترضى بان تكون صديقي ؟  قالت لي  انا روحك  فعد إلي .. لبيت نداءها .. ووعدتها بان أدون كل حديثي معها فتابعوني .

    

هناك 3 تعليقات:

الأمل المفقود يقول...

جميل ان نتحدى انفسنا ونستسلم لأرواحنا لتتحدث عما يجول فينا من مشاعر وخواطر متظاربة ، مشتتة ، منطقية ، وغالباً غير ذلك .....
لأن النفس البشرية أمارة بالسوء وقد تُسيرنا وفق هواها وبهذا عكست انفسنا ما لايتعلق بحقيقتنا الكامنة في الأعماق !!!!!!!!!!!
فلنُظهر حقيقتنا ولنكشف الستار عن ماهيتنا التي نبحث نحنفي ذاتنا عنها لأننا خُدِعنا بأنفسنا !!!!
وحان الوقت لنتحدث عن كل شيء لأن الفكرة تصبح حكمة ، واالخيال يصبح انجاز ، والحلم يصبح حقيقة ....

حبةسكر يقول...

جميل احساسك المفعم بالاحداث التي تعاشر كل انسان
لكن هنا ياتي تعبير الصادق من خلال اقتنائك قلمك عوضا عن الناس وهاانت ذا تبوح بمكنون الفواد لتعلن به للملا هاانا ذا انظرو الي تلك الجوهر ه التي لطالما سكتت
الاستاذ الفاضل كل الشكر والتقدير لشخصك الكريم فامامك تعجز الكلمات ان تسوغ اجمل العبارات فاانت اجمل في ان تصاغ فيك كلمات الاعجاب

غير معرف يقول...

جميل جدا انك تحررت وقمت بالكتابه الجميله التي هى روح العقل والفكر فشكرا لك والى الامام يا ابن العم

إرسال تعليق